في مساءٍ بارد من ليالي رأس السنة، اجتمعت عائلة صغيرة في بيتٍ دافئ تلمع نوافذه بالأضواء الملوّنة.
كان الجميع يستعدّ لاستقبال العام الجديد… إلا سامي.
جلس سامي في زاوية الغرفة، عيناه معلّقتان على هاتفه، أصابعه تركض فوق الشاشة، وسماعتاه تحجبان عنه كلّ الأصوات.
قالت له جدّته بابتسامة لطيفة:
— «تعال يا سامي، نحن بانتظارك.»
لكن سامي لم يسمع… أو لم يُرِد أن يسمع.
فجأةً، انطفأت الأضواء لثوانٍ، ثم عادت.
رفع سامي رأسه بدهشة، فرأى على شاشة هاتفه نجمة صغيرة مضيئة لم يرَ مثلها من قبل.
قالت النجمة بصوتٍ ناعم :
— «أنا نجمة العام الجديد.. أزور القلوب قبل أن أزور الساعات.»
سألها سامي بدهشة :
— «وماذا تفعلين في هاتفي؟»
إبتسمت النجمة وقالت :
— «التكنولوجيا جميلة، لكنّها تصبح أجمل عندما تُقَرِّب القلوب، لا عندما تُبعِدها.»
نظرت النجمة حولها، فأشارت إلى العائلة المجتمعَة :
— «أنظر… هذا هو الدفء الحقيقي.»
شعر سامي بشيءٍ دافئ في قلبه.
نزع السماعتين، ووضع الهاتف جانبًا، وتقدّم نحو عائلته.
قالت الأم :
— «الآن فقط اكتمل العيد.»
وقبل منتصف الليل، أمسكت الجدة بيد سامي وقالت :
— «فلنصلِّ معًا.»
أغمض سامي عينيه، وسمع صوت الصلاة يملأ الغرفة.
لم يكن صوتًا في سماعات… بل صوتًا في القلب.
وعندما دقّت الساعة الثانية عشرة، لمع نورٌ خفيف قرب النافذة.
كانت النجمة تلوّح له مودّعة.
همست له :
— «في هذا العام الجديد، استخدم التكنولوجيا لتزرع محبّة، ولا تنسَ أن أجمل اتصال… هو الصلاة.»
ابتسم سامي، وعرف أن العام الجديد بدأ فعلًا.
فريق عمل موقع المحبّة