26 Jul
26Jul

كرّسُ البابا فرنسيس بِعيدِ

البِشارة، روسيا وأوكرانيا،

لِقَلبِ مريمَ الطّاهر. وهو

تَكريسٌ يأتي ضِمنَ أحداثٍ

دامية، تُشعِل القارّة الأوروبيّة،

وتُصيبُ تَبِعاتُها العالمَ أَجمَع.

أَحداثٌ مؤلِمَة وَمَأساويّة،

حيثُ يَغيب السّلامُ وتُخيّم

الحَرب، حيثُ لا فرحٌ بل حُزنٌ

وأسى، حيثُ لا اطمئنانٌ بل

خوفٌ ورُعب.

إذاً كانَ العيدُ بِبُعدِه العاموديّ

يمثِّلُ لِقَاءَ اللهِ مع البَشر، في

شَخصِ الكَلمة المتجسّد،

يسوعَ المسيح، وتسأل البابا

أَفَلا يكون العيدُ بِبعدهَ الأفقيّ،

لِقاءَ الإنسانِ مع أخيه

الإنسان؟!

١- ويدعو البابا إلى لقاء كل
إنسان مع أخيه الإنسان أيّا

كان ، اللقاء هو مع بعضِنا

البعض يَستمِدُّ طَبيعتَه من

معاني البِشارة! فإذا كانَ عيدُ

البِشارةِ يَعني فرحًا، فَلِقاؤنا

بعضُنا بِبَعض يَعني فرحًا وَوِدًّا،

وَلَيس كَذبًا وَحِقد! إذا كانَ

عيدُ البِشارةِ يَعني سلامًا،

فَلِقاؤنا بعضُنا بِبَعض يعني

سلامًا ووئِامًا، وَنَبذِ كُلِّ عَدَاوةٍ

وخِصَام!.



٢- وعاد وتكلم عن عيدِ

البشارة أنهُ دعوةٌ لأنْ نَنصرِف

إلى محبّةِ بعضِنا البعض،

والالتفاتِ إلى بَعضِنا البعض

بِصدق، وافتقادِ إخوةِ يَسوع

الصّغار بِصدق، مِن فَقير

وَكَسير وَمَريض ومَتروك

ومُهمَّش!


٣- الإنسانٌ الطّيب، إِنسانٌ

حَكيم ومُبصِر وعارِف وعالِم،

بِما وَبِمَن، ويَبقى طَيِّبًا ولا

يَعرِفُ لُؤمًا، بالرّغم مِن كُلِّ ما

يُصيبُه بينَ الفَيْنَةِ والأخرى،

لأنَّ الطِّيبةَ جوهرُه الأصيل. أما

الخَبيث فلا يعرِفُ سوى

الخُبث، وَإن ادَّعَى الطّيبة.

وكَما يقول المسيح في لوقا

الفصل السّادس: "الإنسانُ

الطّيب مِن الكَنزِ الطّيب في

قَلبِه، يُخرِجُ مَا هو طيّب.

والإنسانُ الخَبيث مِن كَنزِه

الخبيث، يُخرِجُ مَا هو

خَبيث" ( لوقا ٦ / ٤٦ ).آمين.

الخوري جان بيار الخوري

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.